ما أحسن عمته وإمته وجلسته إذا كان مصدرا. ووجهه بعضهم إذا كُسرت ألفها إلى أنها الإمة التي بمعنى النعيم والمُلك، كما قال عدي بن زيد. ثُمَّ بَعْدَ الفَلاحِ والمُلْكِ والإم... ة وَارَتهُمْ هُناكَ القُبور (١)
وقال: أراد إمامة الملك ونعيمه. وقال بعضهم: (الأمَّة بالضم، والإمَّة بالكسر بمعنى واحد).
والصواب من القراءة في ذلك الذي لا أستجيز غيره: الضم في الألف لإجماع الحجة من قرّاء الأمصار عليه. وأما الذين كسروها فإني لا أراهم قصدوا بكسرها إلا معنى الطريقة والمنهاج، على ما ذكرناه قبل، لا النعمة والملك، لأنه لا وجه لأن يقال: إنا وجدنا آباءنا على نعمة ونحن لهم متبعون في ذلك، لأن الاتباع إنما يكون في الملل والأديان وما أشبه ذلك لا في الملك والنعمة، لأن الاتباع في الملك ليس بالأمر الذي يصل إليه كلّ من أراده.
وقوله: (وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) يقول: وإنا على آثار آبائنا فيما كانوا عليه من دينهم مهتدون، يعني: لهم متبعون على منهاجهم.
كما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) يقول: وإنا على دينهم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَإِنَّا عَلَى

(١) البيت لعدي بن زيد العبادي (اللسان: أمم) وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن، عند قوله تعالى (إنا وجدنا آباءنا على أمة) (الورقة ٢٩٤) قال: قرأها القراء بضم الألف من" أمة"، وكسرها مجاهد، وعمر بن عبد العزيز. وكأن الإمة: الطريقة، والمصدر من أممت القوم؛ فإن العرب تقول: ما أحسن إمته وعمته وجلسته، إذا كان مصدرا. والأمة أيضا: الملك والنعيم. قال عدي:" ثم بعد الفلاج... " البيت. فكأنه أراد إمامة الملك ونعيمه. اهـ. وفي اللسان: والأمة (بالضم) والكسر الدين. والأمة (بالكسر) لغة في الأمة (بالضم) وهي الطريقة والدين. اهـ.


الصفحة التالية
Icon