سَلَفًا) قال: سلفا إلى النار.
وقوله: (وَمَثَلا لِلآخِرِينَ) يقول: وعبرة وعظة يتعظ بهم مَنْ بعدهم من الأمم، فينتهوا عن الكفر بالله. وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، مجاهد (وَمَثَلا لِلآخِرِينَ) قال: عبرة لمن بعدهم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا أبو ثور، عن معمر، عن قتادة (وَمَثَلا لِلآخِرِينَ) : أي عظة للآخرين.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَمَثَلا لِلآخِرِينَ) : أي عظة لمن بعدهم.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ (فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا) قال: عبرة.
وقوله: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا) يقول تعالى ذكره: ولما شبه الله عيسى في إحداثه وإنشائه إياه من غير فحل بآدم، فمثله به بأنه خلقه من تراب من غير فحل، إذا قومك يا محمد من ذلك يضجون ويقولون: ما يريد محمد منا إلا أن نتخذه إلها نعبده، كما عبدت النصارى المسيح.
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم بنحو الذي قلنا فيه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله عزّ وجلّ: (إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) قال: يضجون; قال: قالت قريش: إنما يريد محمد أن نعبده كما عبد قوم عيسى عيسى.