في قول الله: (أُقِّتَتْ) قال: أُجِّلَتْ.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: قال مجاهد (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) قال: أجلت.
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع؛ وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، جميعا عن سفيان، عن منصور عن إبراهيم (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) قال: أُوعِدَت.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) قال: أُقتت ليوم القيامة، وقرأ: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ) قال: والأجل: الميقات، وقرأ: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ)، وقرأ: (إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) قال: إلى يوم القيامة، قال: لهم أجل إلى ذلك اليوم حتى يبلغوه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، في قوله: (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) قال: وعدت.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة غير أبي جعفر، وعامة قرّاء الكوفة: (أُقِّتَتْ) بالألف وتشديد القاف، وقرأه بعض قرّاء البصرة بالواو وتشديد القاف (وُقِّتَتْ) وقرأه أبو جعفر (وُقِتَتْ) بالواو وتخفيف القاف.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن كل ذلك قراءات معروفات ولغات مشهورات بمعنى واحد، فبأيتها قرأ القارئ فمصيب، وإنما هو فُعِّلَتْ من الوقت، غير أن من العرب من يستثقل ضمة الواو، كما يستثقل كسرة الياء في أوّل الحرف فيهمزها، فيقول: هذه أجوه حسان بالهمزة، وينشد بعضهم:
يَحُل أحِيدَهُ ويُقالُ بَعْلٌ | ومِثْلُ تَمَوُّلٍ مِنْهُ افْتِقارُ (١) |