وقول الشاعر: (١)

مَنَتْ لَكَ أنْ تُلاقِيَني المَنَايَا أُحَادَ أُحَادَ فِي شَهْرٍ حَلالِ (٢)
ولم يسمع من العرب صرف ما جاوز"الرُّبَّاع" و"المَرْبع" عن جهته. لم يسمع منها"خماس" ولا"المخْمس"، ولا"السباع" ولا"المسبع"، وكذلك ما فوق"الرباع" إلا في بيت للكميت. (٣) فإنه يروي له في"العشرة"،"عشار" وهو قوله:
فَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حَتَّى رَمَيْ تَ فَوْقَ الرِّجَالِ خِصَالا عُشَارَا (٤)
(١) هو عمرو ذي الكلب، أخو بني كاهل، وكان جارًا لهذيل. ونسبه أبو عبيدة في مجاز القرآن لصخر الغي الهذلي، وهو خطأ.
(٢) ديوان الهذليين ٣: ١١٧، مجاز القرآن لأبي عبيدة ١: ١١٥، والمعاني الكبير: ٢٨٤٠ المخصص ١٧: ١٢٤، الأغاني ١٣: ١٣٩. ورواية الديوان"في الشهر الحلال"، وأخطأ صاحب الأغاني فنسب البيت لصخر بن عمرو، ورواه"في الشهر الحرام". قوله: "منت لك"، أي: قدرت لك منيتك أن تلقاني في شهر حلال، خلوين، وحدي ووحدك، فأصرعك لا محالة. وذلك أنه كان قد لقيه قبل ذلك في شهر حرام، فلم يستطع أن يرفع إليه سلاحًا. ويقول بعده:
وَمَا لَبْثُ القِتَالِ إذَا الْتقَيْنَا سِوَى لَفْتِ اليَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ
أي: لا يلبث القتال بيني وبينك إلا بمقدار ما ترد يمين إلى شمال.
(٣) في المطبوعة: "في بيت الكميت"، والصواب من المخطوطة.
(٤) مجازا القرآن لأبي عبيدة ١: ١١٦، والأغاني ٣: ١٣٩، واللسان (عشر)، والمخصص ١٧: ١٢٥، والجواليقي ٢٩٢، ٢٩٣، والبطليوسي: ٤٦٧، والخزانة ١: ٨٢، ٨٣، من قصيدة للكميت، يمدح بها أبان بن الوليد بن عبد الملك، وقبله:
رَجَوْكَ وَلَم تتكامَلْ سِنُوكَ عَشْرًا، ولا نَبْتَ فِيكَ اتِّغَارَا
لأَدْنَى خَسًا أَوْ زَكًا مِنْ سِنِيكَ ألى أَرْبَعٍ، فَبَقَوْكَ انْتظارَا
وقوله: "ولا نبت فيك اتغارا" أي: لم تخلف سنًا بعد سن، فتنبت أسنانك: اتغر الصبي: سقطت أسنانه وأخلف غيرها. وقوله: "خسا أو زكا"، أي فردا، وزوجًا. قوله: "فبقوك" من قولهم: "بقيت فلانًا بقيًا" انتظرته ورصدته. و"استراثه": استبطأه. يقول: تبينوا فيك السؤود لسنة أو سنتين من مولدك، فرجوا أن تكون سيدًا مطاعًا رفيع الذكر، فلم تكد تبلغ العشر حتى جازت خصالك خصال السادة من الرجال. وأما قول أبي جعفر"يريد: عشرًا عشرًا"، فكأنه يعني كثرة الخصال التي فاق بها الرجال.


الصفحة التالية
Icon