٩٤٥٥ - حدثني يحيى بن أبي طالب قال، حدثنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك:"والجار الجنب"، قال: من قوم آخرين.
* * *
وقال آخرون: هو الجار المشرك.
*ذكر من قال ذلك:
٩٤٥٦ - حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال، حدثنا عبيد الله بن موسى قال، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف الشامي:"والجار الجنب"، قال: اليهوديّ والنصرانيّ. (١)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال:"معنى، الجنب، في هذا الموضع: الغريبُ البعيد، مسلمًا كان أو مشركًا، يهوديًا كان أو نصرانيًا"، لما بينا قبل من أن"الجار ذي القربى"، هو الجار ذو القرابة والرحم. والواجب أن يكون"الجار ذو الجنابة"، الجار البعيد، ليكون ذلك وصية بجميع أصناف الجيران قريبهم وبعيدهم.
* * *
وبعد، فإن"الجُنب"، في كلام العرب: البعيد، كما قال أعشى بني قيس:
أَتَيْتُ حُرَيْثًا زَائِرًا عَنْ جَنَابَةٍ | فَكانَ حُرَيْثٌ فِي عَطَائِي جَامِدَا (٢) |
(٢) ديوانه: ٤٩، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١٢٦، الكامل ٢: ٢٦، وسيأتي في التفسير ٢٠: ٢٦ (بولاق) من قصيدة هجا فيها الحارث بن وعلة بن مجالد بن زبان الرقاشي، وكان جاء يسأله فقال له: "ولا كرامة!! ألست القائل:
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي حُرَيْثًا | مُغَلْغَلَةً؟ أَحَانَ أَمِ ادَّرَانَا؟ |
لَعَمْرُكَ مَا أَشْبَهْتَ وَعْلَةَ فَي النَّدَى | شَمَائِلَهُ، وَلا أَباهُ المُجَالِدَا |
إذَا زَارَهُ يَوْمًا صَدِيقٌ، كأنَّما | يَرَى أُسُدًا فِي بَيْتِهِ وَأَسَاوِدَا |