ثابت، لكنه إذا كان يتدبر معانيه ويمكنه فهمها فأجره مضاعف، وأما أصل الثواب بمجرد التلاوة فلا شك فيه والله سبحانه لا يضيع عمل عامل، وتلاوة القرآن كتابه سبحانه من أشرف الأعمال لفاهم ولغير فاهم، وإذا أضاع أحد ما اشتمل عليه القرآن من الأحكام أثم من جهة الاضاعة لا من جهة التلاوة والله أعلم.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ - " نزل القرآن على خمسة: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا الحلال وحرموا الحرام واعملوا بالمحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال (١) "، أخرجه البغوي، وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - ﷺ -: (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار (٢))، رواه الترمذي.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: " المراء في القرآن كفر (٣) " وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع النبي - ﷺ - قوماً يتدارءون في القرآن فقال: " إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضاً فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه إلى عالمه (٤) " رواه أحمد وابن ماجة.
قال البغوي في تفسيره قد جاء الوعيد في حق من قال في القرآن برأيه، وذلك فيمن قال من قبل نفسه شيئاً من غير علم، فأما التأويل وهو صرف الآية إلى معنى يحتمل موافق لما قبلها وما بعدها غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط فقد رخص فيه لأهل العلم، أما التفسير وهو الكلام في أسباب نزول الآية وشأنها وقصتها فلا يجوز إلا بالسماع بعد ثبوته من طريق النقل.
_________
(١) مشكاة المصابيح/١٨٢
(٢) مشكاة المصابيح/٢٣٤ والترمذي وسنده ضعيف
(٣) صحيح الجامع الصغير/٦٥٦٣ ومشكاة المصابيح/٢٣٦
(٤) أحمد ١/ ١٨٥ المشكاة/٢٣٧