(إن كادت لتبدي به) من بدا يبدو إذا ظهر، وأبدى يبدي أي أظهر والمعنى لتظهر أمر موسى، وأنه ابنها من فرط ما دهمها من الدهش، والخوف والحزن وقيل: الضمير في (به) عائد إلى الوحي الذي أوحي إليها، والأول أولى وقال الفراء: لتبدي باسمه لضيق صدرها، وقال ابن عباس: تقول يا ابناه وقيل الباء زائدة للتأكيد، والمعنى لتبديه، كما تقول أخذت الحيل وبالحبل، وقيل المعنى لتبدي القول به.
(لولا أن ربطنا على قلبها) بالعصمة والصبر والتثبت، قال الزجاج: معنى الربط على القلب إلهام الصبر وتقويته، وجواب لولا محذوف أي لأبدت.
(لتكون من المؤمنين) أي ربطنا على قلبها لتكون من المصدقين بوعد الله وهو قوله إنا رادوه إليك قال يوسف بن الحسين: أمرت أم موسى بشيئين، ونهيت عن شيئين وبشرت بشيئين فلم ينفعها الكل حتى تولى الله حياطتها فربط على قلبها.
(وقالت) أم موسى (لأخته) وهي مريم، وقال الضحاك إن اسمها كاتمة وقال السهيلي كلثوم، ذكره الماوردي (قصيه) أي تتبعي أثره واعرفي خبره وانظري أين وقع؟ وإلى من صار؟ يقال قصصت الشيء إذا اتبعت أثره متعرفاً لحاله.
(فبصرت به) أي أبصرته. قال المبرد: أبصرته وبصرت به بمعنى، قرئ (بصرت) بفتح الباء وضم الصاد وقرئ بفتحها وبكسرها (عن جنب) أصله عن مكان جنب ومنه الأجنبي وقيل: المراد بقوله عن جنب عن جانب قاله ابن عباس، والمعنى أنها أبصرت إليه متجانفة مخاتلة، وقرئ عن جانب أي بصرت به مستخفية، كائنة عن جنب، أو بعيداً منها وقرئ بضمتين وبضم الجيم وسكون النون، وقال أبو عمرو بن العلاء: إن معنى عن جنب عن شوق


الصفحة التالية
Icon