معنى عليه له أي مظلة له (من يقطين) هو شجرة الدباء وقال المبرد: اليقطين يقال لكل شجرة ليس لها ساق، بل يمتد على وجه الأرض نحو الدباء والبطيخ والحنظل، فإن كان لها ساق تقلها فيقال لها شجرة فقط، وهذا قول الحسن ومقاتل وغيرهما، وقال سعيد بن جبير. هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه قال الجوهري: اليقطين ما لا ساق له من الشجر كشجر القرع ونحوه. قال الزجاج: اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان أي أقام به؛ فهو يفعيل. وقيل: هو اسم أعجمي.
قال المفسرون: كان يستظل بظلها من الشمس وقيض الله له أروية من الوحش تروح عديه بكرة وعشية فكان يشرب من لبنها حتى اشتد لحمه ونبت شعره ثم أرسله الله بعد ذلك، قال ابن عباس: يقطين القرع. وعليه الجمهور وفائدته أن الذباب لا يجتمع عنده. وأنه أسرع الأشجار نباتاً وامتداداً وارتفاعاً.
قال ابن جزي: وخص الله القرع لأنه يجمع برد الظل، ولين الملمس، وكبر الورق، وأن الذباب لا يقربه فإن جسد يونس حين ألقي لم يكن يتحمل الذباب، وقيل: اليقطين شجرة التين، وقيل: الموز، وقال سعيد بن جبير: اليقطين كل شيء يذهب على وجه الأرض، وعنه قال: إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت وهو معنى قوله:
(وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) هم قومه الذين هرب منهم إلى البحر وجرى له ما جرى بعد هربه، كما قصه الله علينا في هذه السورة: وهم أهل نينوى.
قال قتادة: أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل قبل أن يصيبه ما أصابه و (أو) في قوله أو يزيدون، قيل بمعنى الواو، والمعنى ويزيدون، وقال الفراء: أو ههنا بمعنى بل وهو قول مقاتل والكلبي وأبي عبيدة، وقال المبرد والزجاج والأخفش: أو ههنا على أصله والمعنى أو يزيدون في تقديركم إذا رآهم الرائي، قال هؤلاء: مائة ألف أو يزيدون، فالشك إنما دخك على حكاية قول المخلوقين وقرأ جعفر بن محمد: ويزيدون بدون ألف الشك.


الصفحة التالية
Icon