وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " (١).
وقد اختلف العقلاء في النفس والروح هل هما شيء واحد؟ أو شيئان والكلام في ذلك يطول جداً، وهو معروف في الكتب الموضوعة لهذا الشأن (٢) والأظهر أنهما شيء واحد، وهو الذي تدل عليه الآثار الصحاح.
(إن في ذلك) أي فيما تقدم من التوفي والإمساك والارسال للنفوس (لآيات) عجيبة بديعة دالة على القدرة الباهرة، ولكن ليس كون ذلك آيات يفهمه كل أحد بل (لقوم يتفكرون) في ذلك ويتدبرونه ويستدلون به على توحيد الله، وكمال قدرته، فإن في هذا التوفي والإمساك والإرسال موعظة للمتعظين وتذكرة للمتذكرين.
_________
(١) صحيح الجامع/٤٠٠.
(٢) أهم هذه الكتب وأجمعها كتاب الروح لابن القيم طبعة مطبعة الإمام بتحقيق وتعليق المطيعي.
(أم) هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة أي بل أ (اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ) آلهة (شفعاء) تشفع لهم عند الله؟ (قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا) الهمزة للإنكار والتوبيخ، والواو للعطف على محذوف مقدر، أي أيشفعون؟ ولو كانوا الخ جواب لو محذوف، أي وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم والمعنى أنهم غير مالكين لشيء من الأشياء، وتدخل الشفاعة في ذلك دخولاً أولياً (ولا يعقلون) شيئاًً من الأشياء لأنها جمادات لا عقل لها، وجمعهم بالواو والنون لاعتقاد الكفار فيهم أنهم يعقلون، ثم أمره سبحانه بأن يخبرهم أن الشفاعة لله وحده فقال:


الصفحة التالية
Icon