فلا يقال: يا اللهم في فصيح الكلام، وما سمع من قوله:
إني إذا ما حدثٌ ألمَّا... أقول: يا اللهم يا اللهما
فضرورة قاله الرخى (فاطر السموات والأرض) أي مبدعهما (عالم الغيب والشهادة) أي ما غاب وشوهد، وهما منصوبان على النداء:
(أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون) من الهدى والضلالة، والمعنى تجازي المحسن بإحسانه، وتعاقب المسيء بإساءته، فإنه بذلك يظهر من هو المحق، ومن هو المبطل، ويرتفع عنده خلاف المختلفين، وتخاصم المتخاصمين.
وقيل: هذه محاكمة من النبي للمشركين إلى الله تعالى.
وعن ابن المسيب لا أعرف آية قرئت فدعي عندها إلا أجيب سواها، وعن الربيع ابن خيثم -وكان قليل الكلام- أنه أخبر بقتل الحسين رضي الله عنه، وقالوا الآن يتكلم فما زاد أن قال آه أو قد فعلوا، وقرأ هذه الآية، وروي أنه قال على إثره. قتل من كان صلى الله عليه وآله وسلم يجلسه في حجره ويضع فاه على فيه.
وأخرج مسلم وأبو داود والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل افتتح صلاته:
" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " (١). ثم لما حكى عن الكفار ما حكاه من الاشمئزاز عند ذكر
_________
(١) الجزء الأول منه أخرجه النسائي ٢/ ٣٢٠ والحاكم ٣/ ٦٢٢.