التطويل بذكره، أخرج ابن مردويه وابن عساكر عن وائلة بن الأسقع عن النبي ﷺ قال: " من بركة المرأة ابتكارها بالأنثى لأن الله قال: يهب لمن يشاء إناثاً " إلخ.
(أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً) أي يقرن بين الإناث والذكور، ويجعلهم أزواجاً فيهبهما جميعاً لبعض خلقه يريد محمداً ﷺ فإنه كان له من البنين ثلاثة على الصحيح، القاسم وعبد الله وإبراهيم، ومن البنات أربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، قاله ابن عباس قال مجاهد. هو أن تلد المرأة غلاماً ثم تلد جارية، ثم تلد غلاماً، ثم تلد جارية. وقال محمد بن الحنفية: هو أن تلد توأماً غلاماً وجارية، وقال القتيبي التزويج هنا هو الجمع بين البنين والبنات، تقول العرب: زوجت إبلي إذا جمعت بين الصغار والكبار، ومعنى الآية أوضح من أن يختلف في مثله، فإنه سبحانه أخبر أنه يهب لبعض خلقه إناثاً ويهب لبعض خلقه ذكوراً ويجمع لبعض بين الذكور والإناث.
(ويجعل من يشاء عقيماً) لا يولد له ذكر ولا أنثى، والعقيم الذي لا يولد له يريد يحيى وعيسى، قاله ابن عباس، وقال أكثر المفسرين: هذا على وجه التمثيل، وإنما الحكم عام في كل الناس، لأن المقصود بيان نفاذ قدرة الله تعالى في تكوين الأشياء كيف يشاء، فلا معنى للتخصيص، يقال رجل عقيم، وامرأة عقيم، وعقمت المرأة تعقم عقماً، وأصله القطع، ويقال: نساء عقّم وعقماء (إنه عليم قدير) أي بليغ العلم عظيم القدرة.
(وما كان لبشر) أي ما صح لفرد من أفراد البشر (أن يكلمه الله) بوجه من الوجوه (إلا وحياً) بأن يوحي إليه فيلهمه في المنام، ويقذف في قلبه ذلك، قال مجاهد: نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاماً منه كما أوحى إلى أم موسى وإلى إبراهيم في ذبح ولده، والوحي الإشارة والرسالة والكتابة، وكل ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه وحي، كيف كان، قاله ابن فارس، وهو مصدر وحى إليه