ينبت في الزينة، وإذا احتاج إلى مجاثاة الخصوم ومجاراة الرجال كان غير مبين ليس عنده بيان ولا يأتي ببرهان.
وفيه أنه جعل النشأة في الزينة من المعايب فعلى الرجل أن يجتنب ذلك ويتزين بلباس التقوى. قال قتادة: قلما تتكلم امرأة بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها، وقال ابن زيد والضحاك: الذي ينشأ في الحلية أصنامهم التي صاغوها من ذهب وفضة، قال ابن عباس في الآية هو النساء فرق بين زيهن وزي الرجال ونقصهن من الميراث ومن الشهادة، وأمرهن بالقعدة وسماهن الخوالف.
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً) الجعل هنا بمعنى القول والحكم على الشيء كما تقول: جعلت زيداً أفضل الناس أي قلت بذلك وحكمت له به أي سموهم وحكموا، وقالوا: إنهم إناث وجمعوا في كفرهم ثلاث كفرات وذلك أنهم نسبوا إلى الله الولد ونسبوا إليه أخس النوعين وجعلوا ملائكته المكرمين إناثاً فاستخفوا بهم قرأ الجمهور: عباد بالجمع، وبها قرأ ابن عباس وقرأ الباقون عند بنون ساكنة، واختار الأولى أبو عبيد لأن الإسناد فيها على، ولأن الله إنما كذبهم في قولهم إنهم بنات الله فأخبرهم بأنهم عباده.
قال النسفي: وهو ألزم في الحجاج مع أهل العناد لتضاد بين العبودية والولادة انتهى، ويؤيد هذه القراءة قوله (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ) واختار أبو حاتم الثانية قال: وتصديق هذه القراءة قوله: (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) عن سعيد بن جبير قال كنت أقرأ هذا الحرف الذين هم عند الرحمن إناثاً فسألت ابن عباس فقال عباد الرحمن، قلت فإنها في مصحفي قال فامحها واكتبها عباد الرحمن ثم وبخهم وقرعهم فقال:
(أشهدوا خلقهم) أي أحضروا خلق الله إياهم فهو من الشهادة التي هي الحضور وفي هذا تهكم بهم، وتجهيل لهم، قرأ الجمهور: (ستكتب شهادتهم) بضم الفوقية وبناء الفعل للمفعول ورفع شهادتهم، وقرىء بالنون


الصفحة التالية
Icon