أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣)
(أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ) أم هي المنقطعة بمعنى همزة الاستفهام الإنكاري أي أأعطيناهم كتاباً من قبل القرآن، بما ادعوه بأن يعبدوا غير الله وقيل إن الضمير في (من قبله) يعود إلى ادعائهم، أي أم آتيناهم كتاباً من قبل ادعائهم ينطق بصحة ما يدعونه؟ والأول أولى أو أم معادلة لقوله أشهدوا فتكون متصلة، والمعنى أحضروا أم آتيناهم كتاب الخ والأول أرجح وأولى، كما أفاده الشهاب (فهم به مستمسكون) يأخذون بما فيه ويحتجون به ويجعلونه لهم دليلاً.
ثم بين سبحانه أنه لا حجة بأيديهم ولا شبهة ولكنهم اتبعوا آباءهم في الضلالة فقال:
(بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) أي على طريقة ومذهب، قال أبو عبيدة هي الطريقة والدين، وبه قال ابن عباس وقتادة وغيره قال الجوهري والأمة الطريقة والدين يقال فلان لا أمة له ولا نحلة أي لا دين له وقال الفراء وقطرب على قبلة. وقال الأخفش على استقامة قرأ الجمهور أمة بالضم، وقرىء بكسرها قال الجوهري والإمة بالكسر النعمة والإمة أيضاًً لغة في الأمة.
(وإنا) ماشون (على آثارهم مهتدون) بهم وكانوا يعبدون غير الله اعترفوا بأنه لا مستند لهم من حيث العيان ولا من حيث العقل ولا من حيث السمع والبيان سوى تقليد آبائهم قال الخازن جعلوا أنفسهم مهتدين باتباع


الصفحة التالية
Icon