رسوله ﷺ بأن يذكرهم ليسلك مسلكهم في الصبر.
(وكل) أي كل المتقدمين من داود إلى هنا (من الأخيار) الذين اختارهم الله سبحانه لنبوته واصطفاهم من خلقه
(هذا ذكر) إشارة إلى ما تقدم من ذكر أوصافهم الناطقة بمحاسنهم، أي هذا ذكر جميل في الدنيا، وشرف يذكرون به أبداً، جملة جيء بها إيذاناً بأن القصة قد تمت، وأخذ في أخرى.
(وإن للمتقين) مع هذا الذكر الجميل (لحسن مآب) في الآخرة والمآب المرجع، وهذا شروع في بيان أجرهم الجزيل الآجل، بعد بيان ذكرهم الجميل في العاجل وهو باب آخر من أبواب التنزيل، والمعنى إنهم يرجعون في الآخرة إلى مغفرة الله ورضوانه، ونعيم جنته. ثم بين حسن المرجع فقال:
(جنات عدن) قرىء بالنصب بدلاً أو عطف بيان لحسن مآب وعدن وهو في الأصل الإقامة، يقال عدن بالمكان إذا أقام فيه، وقيل هو اسم لقصر في الجنة، وقرىء برفع جنات على أنها خبر مبتدأ محذوف، أي هي جنات عدن.
(مفتحة لهم الأبواب) حال من جنات، والعامل فيها ما في المتقين من معنى الفعل، والأبواب مرتفعة باسم المفعول، كقوله: وفتحت أبوابها، والرابط بين الحال وصاحبها ضمير مقدر، أي منها أو الألف واللام لقيامه مقام الضمير، إذ الأصل أبوابها، وقيل ارتفاع الأبواب على البدل من الضمير في مفتحة العائد على جنات، وبه قال أبو علي الفارسي، أي مفتحة هي الأبواب، قال الفراء: المعنى مفتحة لهم أبوابها، والعرب تجعل الألف واللام خلفاً من الإضافة، وقال الزجاج المعنى مفتحة لهم الأبواب منها، قال الحسن إن الأبواب يقال لها: انفتحي فتنفتح انغلقي فتنغلق، وقيل: تفتح لهم الملائكة الأبواب حال كونهم
(متكئين فيها) أي في الجنات.


الصفحة التالية
Icon