والجحدري الثانية، وقال لو كانت أخر لقال من شكلها، وارتفاع آخر على أنه مبتدأ، وخبره أزواج، ويجوز أن يكون من شكله خبراً مقدماً، وأزواج مبتدأ مؤخراً، والجملة خبر آخر، ويجوز أن يكون خبر آخر مقدراً أي ولهم آخر ومن شكله أزواج جملة مستقلة، ومعنى الآية على الأولى وعذاب آخر، أو مذوق آخر أو نوع آخر من شكل ذلك العذاب، أو المذوق أو النوع الأول، والشكل المثل وعلى الثانية ومذوقات أخر وأنواع أخر من شكل ذلك الذوق أو النوع المتقدم، وإفراد الضمير في شكله على تأويل المذكور أي من شكل المذكور، ومعنى أزواج أجناس وأنواع وأشباه وحاصل معنى الآية أن لأهل النار حميماً وغساقاً وأنواعاً من العذاب من مثل الحميم والغساق، قال الواحدي: قال المفسرون: هو الزمهرير، ولا يتم هذا الذي حكاه عن المفسرين إلا على تقدير أن الزمهرير أنواع مختلفة، وأجناس متفاوتة ليطابق معنى أزواج أو على تقدير أن لكل فرد من أهل النار زمهريراً.
وجملة
(هذا فوج) حكاية لقول الملائكة، هم خزنة النار، وذلك أن القادة والرؤساء إذا دخلوا النار ودخل بعدهم الأتباع قالت الخزنة للقادة: هذا فوج يعنون الأتباع (مقتحم معكم) أي داخل معكم إلى النار بشدة، والاقتحام الإلقاء في الشيء بشدة فإنهم يضربون بمقامع من حديد حتى يقتحموها بأنفسهم خوفاً من تلك المقامع، وقيل: الاقتحام ركوب الشدة والدخول فيها، وفي المختار قحم في الأمر رمى بنفسه فيه من غير روية، وبابه خضع، وأقحم فرسه النهر فانقحم، أي أدخله فدخل واقتحم الفرس النهر دخله.
وقوله (لا مرحباً بهم) من قول القادة والرؤساء لما قالت لهم الخزنة ذلك قالوا لا مرحباً بهم أي لا اتسعت منازلهم في النار، والرحب السعة، والمعنى لا كرامة لهم، وهذا إخبار من الله سبحانه بانقطاع المودة بين الكفار، وأن المودة التي كانت بينهم تصير عداوة. وجملة لا مرحباً بهم دعائية لا محل لها من الإعراب، وقال السمين في مرحباً وجهان أظهرهما أنه مفعول بفعل مقدر


الصفحة التالية
Icon