أي لا أتيتم مرحباً أو لا سمعتم مرحباً، والثاني أنه منصوب على المصدر، قال أبو البقاء أي لا رحبتكم داركم مرحباً. بل ضيقاً، والجملة المنفية إما مستأنفة سيقت للدعاء عليهم بضيق المكان، وقوله: بهم بيان للمدعو عليهم، وإما حالية، وقد يعترض عليه بأنه دعاء، والدعاء لا يقع حالاً، والجواب أنه على إضمار القول أي مقولاً في حقهم لا مرحباً بهم، وقيل إنها من تمام قوله الخزنة، والأول أولى، كما يدل عليه جواب الأتباع الآتي:
(إنهم صالوا النار) تعليل من جهة القائلين لا مرحباً بهم، أي إنهم صالوا النار كما صليناها ومستحقون لها كما استحققناها.
(قالوا بل أنتم لا مرحباً بكم) مستأنفة جواب سؤال مقدر أي قال الأتباع عند سماع ما قاله الرؤساء لهم: بل أنتم أحق بما قلتم لنا ثم عللوا ذلك بقولهم: (أنتم قدمتموه لنا) أي العذاب أو الصلي لنا وأوقعتمونا فيه، ودعوتمونا إليه بما كنتم تقولون لنا من أن الحق ما أنتم عليه، وأن الأنبياء غير صادقين فيما جاءوا به.
(فبئس القرار) أي بئس المقر جهنم لنا ولكم، ثم حكى عن الأتباع أيضاًً أنهم أردفوا هذا القول بقول آخر وهو:
(قالوا ربنا من قدم لنا هذا) أي من دعانا إليه وسوغه لنا، قال الفراء المعنى من سوغ لنا هذا وسنه، وقيل معناه من قدم لنا هذا العذاب بدعائه إيانا إلى الكفر.
(فزده عذاباً ضعفاً في النار) أي عذاباً بدعائه إيانا فصار ذلك ضعفاً، ومثله قوله سبحانه (ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار) وقوله: (ربنا آتهم ضعفين من العذاب)، والضعف أن يزيد عليه مثله، وقيل المراد بالضعف هنا الحيات والعقارب، قال ابن مسعود: أي أفاعي وحيات.


الصفحة التالية
Icon