والاعتناء به أمراً وائتماراً، وعدم الاستخفاف به ومثل هذه الآية قوله (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)؟ وقال مجاهد وقتادة ومقاتل هو القرآن. فإنه نبأ عظيم لأنه كلام الله، قال الزجاج قل النبأ الذي أنبأتكم به عن الله نبأ عظيم، يعني ما أنبأهم به من قصص الأولين، وذلك دليل على صدقه ونبوته، لأنه لم يعلم ذلك إلا بوحي من الله.
(أنتم عنه معرضون) صفة ثانية للنبأ أو جملة مستأنفة، وهذا توبيخ لهم وتقريع لكونهم أعرضوا عنه، ولم يتفكروا فيه، فيعلموا صدقه، ويستدلوا به على ما أنكروه من البعث.
(ما كان لي من علم بالملأ الأعلى) استئناف مسوق لتقرير أنه نبأ عظيم، وارد من جهته تعالى، يذكر نبأ من أنبائه على التفصيل من غير سابقة معرفة به، ولا مباشرة سبب من أسبابها المعتادة، فإن ذلك حجة بينة دالة على أن ذلك بطريق الوحي من عند الله تعالى، وإن سائر أنبائه أيضاًً كذلك، وأن الأنبياء لا يعلمون الغيب أصلاً، إلا ما يوحى إليهم من جهته سبحانه وتعالى، والملأ الأعلى هم الملائكة وزاد أبو السعود وآدم عليه السلام وإبليس عليه اللعنة.
(إذ يختصمون) أي ما كان لي فيما سبق علم بوجه من الوجوه بحال الملأ الأعلى، وقت اختصامهم والضمير راجع إلى الملإ الأعلى والخصومة الكائنة بينهم هي في أمر آدم، قال ابن عباس: قال الملائكة حين شوروا في خلق آدم فاختصموا فيه، وقالوا: لا تجعل في الأرض خليفة، وعنه قال هي الخصومة في شأن آدم حيث قالوا: (أتجعل فيها من يفسد فيها)؟
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن نصر في كتاب الصلاة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني الليلة ربي في أحسن صورة أحسبه قال: في المنام.
قال يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا، فوضع يده