نوع تشه لا سند له، وإقناط للكافرين من التمتع في الآخرة، ولذلك علله بقوله:
(إنك من أصحاب النار) على سبيل الاستئناف للمبالغة أي مصيرك إليها عن قريب، وإنك ملازمها ومعدود من أهلها على الدوام، وهو تعليل لقلة التمتع، وفيه من التهديد أمر عظيم، قيل: نزلت في عتبة بن ربيعة، وقيل: في أبي حذيفة المخزومي، وقيل: هو عام في كل كافر، وهو الأوفق بقواعد الشريعة.
ثم لما ذكر سبحانه صفات المشركين وتمسكهم بغير الله عند اندفاع المكروهات عنهم ذكر صفات المؤمنين فقال:
(أمن هو قانت) هذا إلى آخره من تمام الكلام المأمور به رسول الله ﷺ والمعنى أذلك الكافر أحسن حالاً ومآلاً أمن هو قائم بطاعات الله في السراء والضراء، في ساعات الليل، مستمر على ذلك، غير مقتصر على دعاء الله سبحانه عند نزول الضرر به؟ قرىء: أمن بالتشديد وبالتخفيف، فعلى القراءة الأولى (أ) داخلة على (من) الموصولة، وأدغمت الميم في الميم وأم هي المتصلة، ومعادلها محذوف، أي الكافر خير؟ أم الذي هو قانت؟ وقيل، هي المنقطعة مقدرة ببل والهمزة، أي بل أمن هو قانت كالكافر؟ وعلى الثانية الهمزة للإستفهام، والاستفهام للتقرير، ومقابله محذوف، أي أمن هو قانت كمن كفر؟ وقال الفراء إن الهمزة في هذه القراءة للنداء، ومن منادى، وهي عبارة عن النبي ﷺ المأمور بقوله:
(قل تمتع بكفرك قليلاً) والتقدير: يا من هو قانت قل: كيت وكيت، وقيل: التقدير يا من هو قانت إنك من أصحاب الجنة، ومن القائلين بأن الهمزة للنداء الفراء، وضعف ذلك أبو حيان وقال هو أجنبي عما قبله وعما بعده، وقد سبقه إلا هذا التضعيف أبو علي الفارسي، واعترض على هذه القراءة من أصلها أبو حاتم والأخفش ولا وجه لذلك، فإنها إذا ثبتت


الصفحة التالية
Icon