المواقف تحصل لهم البشارة، بنوع من الخير والراحة والروح والريحان.
(فبشر عباد) المراد بالعباد هنا العموم فيدخل الموصوفون بالاجتناب والإنابة إليه دخولاً أولياً وقيل: المراد بهم هم الموصوفون باجتناب الأوثان والإِنابة إلى الله فالمقام للضمير، وإنما أتى به ظاهراً توصلاً لوصفهم بما ذكر.
(الذين يستمعون القول) الحق من كتاب الله وسنة رسوله (فيتبعون أحسنه) أي محكمه، ويعملون به قال السدي: يتبعون أحسن ما يؤمرون به فيعملون بما فيه، وقيل: هو الرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحسن وينكف عن القبيح فلا يتحدث به، وقيل: يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن.
وقيل: يستمعون الرخص والعزائم فيتبعون العزائم ويتركون الرخص، وقيل: يأخذون بالعفو ويتركون العقوبة، وعن ابن عمر قال. كان سعيد بن زيد وأبو ذر وسلمان يتبعون في الجاهلية أحسن القول والكلام لا إله إلا الله قالوا بها، فأنزل الله على نبيه (يستمعون القول فيتبعون أحسنه) الآية ثم أثنى الله سبحانه على هؤلاء المذكورين فقال:
(أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب) أي هم الذين أوصلهم إلى الحق، وهم أصحاب العقول الصحيحة، لأنهم الذين انتفعوا بعقولهم، ولم ينتفع من عداهم بعقولهم، وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد قال: " لما نزلت فبشر عبادي الذين الآية أرسل رسول الله ﷺ منادياً فنادى من مات لا يشرك بالله شيئاًً دخل الجنة فاستقبل عمر الرسول فرده، فقال يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون، فقال رسول الله ﷺ لو يعلم الناس قدر رحمة ربي لاتكلوا، ولو يعلمون قدر سخط ربي وعقابه لاستصغروا أعمالهم ". وهذا الحديث أصله في الصحيح من حديث أبي هريرة.