الإصلاح وهي لغة البصريين والأولى أفصح وهي التي ثبتت عن النبي ﷺ وهذه السدرة هي في السماء السادسة كما في الصحيح وروي أنها في السماء السابعة عن يمين العرش.
والمنتهى مكان الانتهاء، أو مصدر ميمي والمراد به الإنتهاء نفسه قيل: إليه ينتهي علم الخلائق ولا يعلم أحد منهم ما وراءها وقيل: ينتهي إليها ما يعرج به من الأرض وقيل: تنتهي إليها أرواح الشهداء وقيل غير ذلك وإضافة الشجرة إلى المنتهى من إضافة الشيء إلى مكانه كقولك أشجار البستان، أو من إضافة المحل إلى الحال، كقولك كتاب الفقه والتقدير عند سدرة عندها منتهى العلوم، أو من إضافة الملك إلى المالك على حذف الجار والمجرور أي: سدرة المنتهى إليه وهو الله عز وجل قال تعالى: (وأن إلى ربك المنتهى) واختلف لم سميت سدرة المنتهى على ثمانية أقوال ذكرها القرطبي وغيره.
" وعن ابن مسعود قال: لما أسري برسول الله ﷺ انتهى إلى سدرة المنتهى وهو في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها ويقبض منها " (١) أخرجه أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم.
_________
(١) رواه أحمد ومسلم.
(عندها جنة المأوى) أي عند تلك السدرة جنة تعرف بجنة المأوى، وهي عن يمين العرش، وسميت بها لأنه أوى إليها آدم، وقيل، إن أرواح المؤمنين تأوي إليها، وقيل: يأوي إليها جبريل والملائكة، وقيل: يصير إليها المتقون قرىء جنة بالرفع على الابتداء، وقرىء جنة فعلاً ماضياً من جن يجن، أي ضمه المبيت أو ستره إيواء الله له، قال الأخفش: أدركه كما تقول؛ جنة الليل، أي ستره وأدركه، قال ابن مسعود: الجنة في السماء السابعة العليا، والنار في الأرض السابعة السفلى.
(إذ يغشى السدرة ما يغشى) الغشيان بمعنى التغطية والستر، وبمعنى


الصفحة التالية
Icon