أكثر المفسرين وقال الرازي: إن قولهم بالنسخ ليس بشيء بل المراد منها لا تناظرهم بالكلام، ذكره الخطيب.
(يوم) اذكر يوم (يدع الداع) وإليه ذهب الرماني والزمخشري وفيه وجوه هذا أقربها، وسقطت الواو من يدع إتباعاً للفظ، وقد وقعت في الرسم هكذا وحذفت الياء من الداع مبالغة في التخفيف واكتفاء بالكسرة، والداعي هو إسرافيل، وقيل: جبريل والأول أولى (إلى شيء نكر) أي: أمر فظيع ينكرونه استعظاماً له، لعدم تقدم العهد لهم بمثله وهو هول يوم القيامة، وقيل: هو الحساب، قرأ الجمهور نكر بضم الكاف، وقرىء بسكونها تخفيفاً، وقرىء بكسر الكاف، وفتح الراء على صيغة الفعل المجهول.
(خشعاً أبصارهم) قرأ الجمهور: خشعاً، جمع خاشع، وقرىء خاشعاً على الإفراد، وقرأ ابن مسعود: خاشعة، قال الفراء: الصفة إذا تقدمت على الجماعة جاز فيها التذكير والتأنيث، والجمع، يعني جمع التكسير لا جمع السلامة لأنه يكون من الجمع بين الفاعلين، والخشوع في البصر الخضوع والذلة وأضاف الخشوع إلى الأبصار لأن العز والذل يتبين فيها، ويظهر أكثر من ظهوره على بقية البدن.
(يخرجون) أي الناس مطلقاً مؤمنهم وكافرهم (من الأجداث) واحدها جدث وهو القبر (كأنهم) لكثرتهم وتموجهم واختلاط بعضهم ببعض (جراد منتشر) أي منبث: في الأقطار، مختلط بعضه ببعض في الأماكن لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة
(مهطعين إلى الداع) الإهطاع الإسراع في المشي، أي حال كونهم مسرعين إلى الداعي، وهو إسرافيل وقال الضحاك: مقبلين، وقال قتادة: عامدين، وقال عكرمة: فاتحين آذانهم إلى الصوت، والأول أولى، وبه قال أبو عبيدة وغيره، وقال ابن عباس: ناظرين إليه بأبصارهم لا يقلعون، وقيل: مادي أعناقهم إليه.
(يقول الكافرون هذا يوم عسر) أي صعب شديد على الكافرين كما


الصفحة التالية
Icon