وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦) وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ (٤٠) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣)
(وَحُورٌ عِينٌ) قرأ الجمهور برفعهما عطفاً على الولدان، أو على تقدير مبتدأ أي ونساؤهم حور عين، أو على تقدير خبر، أي: ولهم حور عين، وقرىء بجرهما عطفاً على أكواب، قال الزجاج: وجائز أن يكون معطوفاً على جنات، أي هم في جنات وفي حور، على تقدير مضاف، أي وفي معاشره حور، قال قطرب: هو معطوف على الأكواب من غير حمل على المعنى، قال: ولا ينكر أن يطاف عليهم بالحور، وتكون لهم في ذلك لذة وقرىء بنصبهما على تقدير إضمار فعل، كأنه قيل ويزوجون حوراً عيناً أو ويعطون، والحور شديدات بياض أجسادهن، قال أبو عمرو: ليس في بني آدم حور، وإنما قيل للنساء حور العيون تشبيها بالظباء والبقر، والعين شديدات سواد العيون مع سعتها، وقد تقدم تفسير الحور العين في سورة الطور وغيرها.
(كأمثال اللؤلؤ المكنون) المصون في الصفاء والنقاء، شبهن باللؤلؤ المكنون وهو الذي لم تمسه الأيدي، ولا وقع عليه الغبار، والشمس والهواء فهو أشد ما يكون صفاء، قال ابن عباس: المكنون المخزون الذي في الصدف قال الزجاج: كأمثال الدرحين يخرج من صدفه لم يغيره الزمان، واختلاف أحوال الاستعمال، روي أن نوراً سطع في الجنة فقيل: ما هذا؟


الصفحة التالية
Icon