وقد أخرج الحاكم وصححه والبيهقي. " عن أبي أمامة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقولون: إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم، أقبل أعرابي يوماً فقال: يا رسول الله ذكر في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، قال وما هي؟ قال السدر: فإن لها شوكاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس الله يقول في سدر مخضود؟ يخضد الله شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة، فإنها تنبت ثمراً يتفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لوناً من الطعام ما منها لون يشبه الآخر ". قال ابن عباس: خضده وقره من الحمل، وعنه قال المخضود الذي لا شوك فيه، وقال أيضاًً الموقر الذي لا شوك فيه.
(وطلح منضود) قال أكثر المفسرين: إن الطلح في الآية هو شجر الموز، وقال جماعة ليس هو شجر الموز ولكنه الطلح المعروف وهو أعظم أشجار العرب. وقال الفراء وأبو عبيدة: هو شجر عظام لها شوك، وقيل: هو شجر له ظل بارد طيب، قال الزجاج: الطلح هو أم غيلان ولها نور طيب، فخوطبوا ووعدوا بمثل ما يحبون، إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على ما في الدنيا، قال: ويجوز أن يكون في الجنة وقد أزيل شوكه، قال السدي: طلح الجنة يشبه طلح الدنيا، لكن له ثمر أحلى من العسل، والمنضود المتراكب الذي قد نضد أوله وآخره وأسفله وأعلاه بالحمل ليس له سوق بارزة، قال مسروق: أشجار الجنة من عروقها إلى أفنانها نضيد ثمر كله كلما أخذت ثمرة عاد مكانها أحسن منها، وليس شيء من ثمر الجنة في غلاف كثمر الدنيا، مثل الباقلاء والجوز ونحوهما بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه.
" عن عتبة بن عبد السلمي قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر منها شوكاً يعني الطلح، فقال رسول الله صلى الله عليه


الصفحة التالية
Icon