وسلم: إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود، يعني الخصي منها، فيها سبعون لوناً من الطعام، لا يشبه لون آخر " أخرجه ابن أبي داود والطبراني وأبو نعيم وابن مردويه، وعن علي في قوله طلح قال: هو الموز، وعن ابن عباس مثله؛ وعن أبي هريرة مثله، وعن أبي سعيد الخدري مثله، وقرأ علي طلع، وقال ابن عباس: منضود بعضه على بعض.
(وظل ممدود) أي دائم باق لا يزول، ولا تنسخه الشمس كظل أهل الدنيا، ممتد منبسط، كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس، قال أبو عبيدة والعرب تقول لكل شيء طويل لا ينقطع ممدود، ومنه قوله (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل)، والجنة كلها ظل لا شمس معه، قال الربيع بن أنس يعني ظل العرش.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما " من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرأوا إن شئتم (وظل ممدود)، وأخرج البخاري وغيره نحوه من حديث أنس وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما نحوه من حديث أبي سعيد.
(وماء مسكوب) أي: منصب جار يجري بالليل والنهار أينما شاؤوا، لا ينقطع عنهم، فهو مسكوب، يسكبه الله في مجاريه، وأصل السكب الصب يقال: سكبه سكباً أي: صبه، والمعنى جار بلا حد ولا خد، أي في غير أخدود.
(وفاكهة كثيرة) أي ألوان متنوعة، وأجناس متكثرة
(لا مقطوعة) في وقت من الأوقات كما تنقطع فواكه الدنيا في بعض الأوقات، وهذا نعت لفاكهة، ولا للنفي كقولك: مررت برجل لا طويل ولا قصير، ولذلك لزم تكرارها (ولا ممنوعة) أي لا تمتنع على من أرادها في أي وقت، على أي صفة شاء، بل هي معدة لمن أرادها، لا يحول بينه وبينها حائل من ثمن أو حائط أو باب أو سلم أو بعد، قال تعالى: (وذللت قطوفها تذليلاً) قال ابن قتيبة: يعني أنها غير محظورة عليها، كما يحظر على البساتين في الدنيا.


الصفحة التالية
Icon