(وفرش مرفوعة) أي مرفوع بعضها فوق بعض، أو مرفوعة على الأسرة، وقيل: إن الفرش هنا كناية عن النساء اللواتي في الجنة وارتفاعها كونها على الأرائك، أو كونها مرتفعات الأقدار في الحسن والكمال، قال تعالى: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ).
" عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: (وفرش مرفوعة) قال: ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام "، أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه، وغيرهم، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، انتهى. وهو ضعيف.
(إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً) قيل: هن الحور العين، أنشأهن الله لم تقع عليهن الولادة، ولم يسبقن بخلق، وإنهن لسن من نسل آدم عليه السلام، بل مخترعات: وهو ما جرى عليه أبو عبيدة وغيره، وقيل: المراد نساء بني آدم والمعنى أن الله سبحانه أعادهن بعد الموت إلى حال الشباب، والنساء -وإن لم يتقدم لهن ذكر- لكنهن قد دخلن في أصحاب اليمين فتلخص أن نساء الدنيا يخلقهن الله في القيامة خلقاً جديداً، من غير توسط ولادة، خلقاً يناسب البقاء والدوام، وذلك يستلزم كمال الخلق، وتوفر القوى الجسمية، وانتفاء سمات النقص، كما أنه خلق الحور العين على ذلك الوجه، وأما على قول من قال: إن الفرش المرفوعة كناية عن النساء فمرجع الضمير ظاهر.
" عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الآية: إن المنشئآت التي كن في الدنيا عجائز عمشاً رمصا " أخرجه ابن جرير وابن المنذر والبيهقي والترمذي وعبد بن حميد، قال الترمذي: غريب وموسى ويزيد ضعيفان.
" وعن سلمة ابن مريد الجعفي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا " أخرجه الطبراني وابن قانع والبيهقي وابن أبي حاتم. قال ابن عباس: خلقهن غير خلقهن الأول، وقيل: إنهن فضلن على الحور العين بصلاتهن في الدنيا.


الصفحة التالية
Icon