(فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) أي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان قال ابن عباس: أبكاراً عذارى، أي كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى، ولا يحصل لهن وجع في إزالة البكارة
(عُرُبًا أَتْرَابًا) العرب جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة البعل، قال المبرد: هي العاشقة لزوجها، وقال زيد بن أسلم: هي الحسنة الكلام، قرأ الجمهور بضم العين والراء وقرىء بإسكان الراء وهما لغتان في جمع فعول، وقراءتان سبعيتان، قال ابن عباس: عرباً عواشق لأزواجهن، وأزواجهن لهن عاشقون، أتراباً في سن واحد ثلاثاً وثلاثين سنة.
وعنه قال: العروب الملقة لزوجها، وقال مجاهد: أتراباً أمثالاً وأشكالاً، وقال السدي: أتراباً في الأخلاق لا تباغض بينهن، ولا تحاسد.
" وعن معاذ بن جبل عن النبي ﷺ قال يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مرداً مكحلين أبناء ثلاثين، أو قيل: ثلاث وثلاثين سنة "، أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب، والأتراب جمع ترب وهو المساوي لك في سنك، لأنه يمس جلدهما التراب في وقت واحد، وهو آكد في الائتلاف، وهو من الأسماء التي لا تنعرف بالإضافة لأنه في معنى الصفة، إذ معناه مساويك، ومثله خدنك لأنه في معنى صاحبك، يقال في النساء أتراب وفي الرجال أقران.
(لأصحاب اليمين) يعني أن الله أنشأهن لأجلهم، أو خلقهن لأجلهم أو هن مساويات لأصحاب اليمين في السن، أو هن لأصحاب اليمين، أو هذا الذي ذكرنا لهم
(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) هذا راجع إلى قوله (وأصحاب اليمين) أي هم ثلة الخ، وقد تقدم تفسير الثلة عند ذكر السابقين، والمعنى أنهم جماعة أو أمة أو فرقة أو قطعة من الأولين، وهم من لدن آدم إلى نبينا ﷺ وجماعة أو أمة أو فرقة أو قطعة من الآخرين، وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقال أبو العالية ومجاهد وعطاء بن أبي رباح والضحاك: (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ) بمعنى من سابقي هذه


الصفحة التالية
Icon