(أو آباؤنا الأولون)؟ معطوف على الضمير في (لمبعوثون) لوقوع الفصل بينهما بالهمزة، والمعنى أن بعث آبائهم الأولين أبعد لتقدم موتهم، ثم أمر الله سبحانه رسوله ﷺ أن يجيب عليهم ويرد استبعادهم فقال:
(قل) لهم يا محمد ﷺ رداً لإنكارهم، وتحقيقاً للحق:
(إن الأولين) من الأمم (والآخرين) منهم الذين أنتم من جملتهم
(لمجموعون) بعد الموت (إلى ميقات) أي لوقت (يوم معلوم) معين عند الله، وهو يوم القيامة، والميقات ما وقت به الشيء، أي: حد، ومنه مواقيت الإحرام، والإضافة بمعنى من كخاتم فضة، والمعنى أنهم يحشرون إلى ما وقَّتَّ به الدنيا من يوم الحساب.
(ثم إنكم أيها الضالون المكذبون) هذا وما بعده من جملة ما هو داخل تحت القول، وهو معطوف على: (إن الأولين) والمراد أهل مكة ومن في مثل حالهم، ووصفهم سبحانه بوصفين قبيحين. وهما الضلال عن الحق والتكذيب للبعث وثم للتراخي زماناً أو رتبة.
(لآكلون) في الآخرة (من شجر من زقوم) أي من شجر كريه المنظر كريه الطعم، وهو من أخبث الشجر المر، ينبت في الدنيا بتهامة، وفي الآخرة ينبته الله في الجحيم، وهو في غاية الكراهة وبشاعة المنظر ونتن الريح وقد تقدم تفسيره في سورة الصافات، ومن الأولى لابتداء الغاية، والثانية: بيانية، أو الأولى: مزيدة والثانية بيانية، أو الثانية: مزيدة، والأولى للإبتداء
(فمالئون منها) أي: من شجر الزقوم، وتأنيث الضمير لكون الشجر إسم جنس، وإسم الجنس يجوز تذكيره وتأنيثه لغتان (البطون) أي: بطونكم لما يلحقكم من شدة الجوع.
(فشاربون عليه من الحميم) الضمير عائد إلى الزقوم المأكول، والحميم الماء الحار الذي قد بلغ حره إلى الغاية، والمعنى فشاربون عقب أكله من الماء الحار، أو يعود الضمير إلى شجر، لأنه يذكر ويؤنث، أو يعود إلى الأكل المدلول عليه بقوله: (لآكلون) وقرىء من شجرة بالإفراد
(فشاربون شرب الهيم) قرأ


الصفحة التالية
Icon