الصلاة، لأنه كان ﷺ أول الإسلام يصلي الجمعة قبل الخطبة كالعيدين، فلما وقعت هذه الوقعة، ونزلت الآية قدم الخطبة وأخر الصلاة.
" وعن ابن عمر قال: كان النبي ﷺ يخطب خطبتين يقعد بينهما " أخرجه الشيخان، وفيه دليل على أن الخطيب ينبغي أن يخطب قائماً، واتفقوا على أن هذا القيام كان في الخطبة للجمعة.
ثم أمره الله سبحانه أن يخبرهم بأن العمل للآخرة خير من العمل للدنيا، فقال: قل لهم تأديباً وزجراً لهم عن العود لمثل هذا الفعل:
(ما عند الله) من الجزاء العظيم على الثبات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الجنة (خير من اللهو ومن التجارة) اللذين ذهبتم إليهما، وتركتم البقاء في المسجد، وسماع خطبة النبي ﷺ لأجلها، وإنما كان خيراً لأنه محقق مخلد، بخلاف ما يتوهمونه من نفع التجارة واللهو، إذ نفع اللهو ليس بمحقق ونفع التجارة ليس بمخلد، ومنه يعلم وجه تقديم اللهو، فإن الأعدام تقدم على الملكات.
(والله خير الرازقين) فمنه اطلبوا الرزق، وإليه توسلوا بعمل الطاعة فإن ذلك من أسباب تحصيل الرزق، وأعظم ما يجلبه. وتعددهم إنما هو على سبيل المجاز، من حيث إنه يقال: كل إنسان يرزق عائلته، أي من رزق الله تعالى، وإلا فالرازق بالحقيقة هو الله وحده.