تعالى في الرد عليهم صفة العزة لغير فريقهم، وهو الله ورسوله والمؤمنون.
وفي شرح جمع الجوامع: ومن قوادح العلة القول بالموجب بفتح الجيم، وهو تسليم الدليل مع بقاء النزاع بأن يظهر المعترض عدم استلزام الدليل لمحل النزاع، وشاهده: (ولله العزة ولرسوله) في جواب (ليخرجن الأعز منها الأذل) ولما ذكر سبحانه قبائح المنافقين، رجع إلى خطاب المؤمنين مرغباً لهم في ذكره فقال:
(يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم) أي لا تشغلكم (أموالكم) بالتصرف فيها، والسعي في تدبير أمرها بالنماء، وطلب النتاج، والاهتمام بها (ولا أولادكم) وسروركم بهم وشفقتكم عليهم، والقيام بمؤنتهم، حذرهم عن التشبه بالمنافقين في الاغترار عن أخلاق الذين ألهتهم أموالهم وأولادهم (عن ذكر الله) والمراد بالذكر فرائض الإسلام قاله الحسن، وقال الضحاك: الصلوات الخمس، وقيل: قراءة القرآن، وقيل: الحج والزكاة، وقيل: إدامة الذكر، وقيل: هو خطاب للمنافقين ووصفهم بالإيمان لكونهم آمنوا ظاهراً، والأول أولى.
" وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عمية وسلم في الآية قال: هم عباد من أمتي الصالحون منهم، لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وعن الصلوات الخمس المفروضة " أخرجه ابن مردويه.
(ومن يفعل ذلك) أي يَلْتَهِ بالدنيا عن الدين، ويشتغل بها عما ذكر (فأولئك هم الخاسرون) أي الكاملو الخسران في تجارتهم، حيث باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني.
" وهو عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا ملعونة: وملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم ومتعلم "، أخرجه الترمذي.


الصفحة التالية
Icon