" عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اشتكى ضرسه فليضع إصبعه عليه وليقرأ هذه الآية (هو الذي أنشأكم -إلى قوله- تشكرون) " أخرجه الخطيب في تاريخه وابن النجار.
و" عنه قال: قال رسول الله ﷺ من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه ويقرأ هاتين الآيتين سبع مرات (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع) إلى قوله (يفقهون) و (هو الذي أنشأكم) إلى (تشكرون) فإنه يبرأ باذن الله " أخرجه (١) الدارقطني في الإفراد.
_________
(١) هذا الحديث والذي قبله لا يطمئن إليهما القلب. ولم أجدهما في كتب الحديث عندي.
(قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون) أمر الله سبحانه رسوله ﷺ بأن يخبرهم أن الله هو الذي خلقهم في الأرض ونشرهم فيها وفرقهم على ظهرها وبثهم وأنشأهم بعد ما كانوا كالذر، وأن حشرهم إليه للجزاء لا إلى غيره اشتراكاً أو استقلالاً فليبنوا أمورهم على ذلك.
ثم ذكر سبحانه أنهم يستعجلون العذاب فقال:
(ويقولون) من فرط عتوهم استهزاء وسخرية وتكذيباً (متى هذا الوعد) الذي تذكرون من الحشر والقيامة والنار والعذاب (إن كنتم صادقين) في ذلك والخطاب منهم للنبي ﷺ ولمن معه من المؤمنين لانهم كانوا مشاركين له في الوعد وتلاوة الآيات المتضمنة له، وجواب الشرط محذوف والتقدير إن كنتم صادقين فأخبرونا به أو فبينوا وقته لنا.
ثم لما قالوا هذا القول أمر الله سبحانه رسوله ﷺ أن يجيب عليهم فقال
(قل إنما العلم) أي أن وقت قيام الساعة علمه (عند الله لا يعلمه غيره ومثله قوله (إنما علمها عند ربي) ثم أخبرهم أنه مبعوث للإنذار لا للإخبار بالغيب فقال:
(وإنما أنا نذير مبين) أي أنذركم عاقبة كفركم وأبين لكم ما أمرني الله ببيانه بإقامة الأدلة حتى يصير ذلك كأنه مشاهد، والإنذار يكفي له العلم بل الظن بوقوع المحذر منه.