بالمعاش، فعبادته تدوم ولا تنقطع، وقال الكلبي أشد نشاطاً.
(وأقوم قيلاً) أي أبين قولاً، وأسد مقالاً، وأثبت قراءة وأصح قولاً من النهار لحضور القلب فيها وهدو الأصوات وسكونها، وأشد استقامة واستمراراً على الصواب، لأن الأصوات فيها هادئة والدنيا ساكنة، فلا يضطرب على المصلي ما يقرأه، قال قتادة ومجاهد: أي أصوب للقراءة وأثبت للقول لأنه زمان التفهم، قال أبو علي الفارسي: أَقوم قيلاً أي أشد استقامة بفراغ البال بالليل، قال الكلبي: أي أبين قولاً بالقرآن، وقال عكرمة: أي أتم نشاطاً وإخلاصاً وأكثر بركة، وقال ابن زيد: أجدر أن يتفقه في القرآن وقيل أعجل إجابة للدعاء.
(إن لك في النهار سبحاً طويلاً) قرأ الجمهور بالحاء المهملة أي تصرفاً في حوائجك وأشغالك وإقبالاً وإدباراً وذهاباً ومجيئاً، والسبح الجري والدوران ومنه السباحة في الماء لتقلبه بيديه ورجليه، وفرس سابح أي شديد الجري، وقد استعير من السباحة في الماء للتصرف في الحوائج، وقيل السبح الفراغ أي أن لك فراغاً بالنهار للحاجات فصل بالليل.
وقال ابن عباس: السبح الفراغ للحاجة والنوم، قال ابن قتيبة: أي تصرفاً وإقبالاً وإدباراً في حوائجك وأشغالك وقيل فراغاً وسعة لنومك وراحتك، وقال الخليل: سبحاً أي نوماً والسبح التمدد، وقال الزجاج: المعنى إن فاتك في الليل شيء فلك في النهار فراغ للاستدراك.
وقرىء سبخاً بالخاء المعجمة قيل ومعنى هذه القراءة الخفة والسعة والاستراحة، قال الأصمعي يقال سبخ الله الحمى أي خففها، وسبخ الحر فتر وخف ومنه قول الشاعر.
فسبخ عليك الهم واعلم بأنه | إذا قدر الرحمن شيئاًً فكائن |