وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (٨) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (١١) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (١٢) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (١٤) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (١٦)
(واذكر اسم ربك) أي ادعه بأسمائه الحسنى، وقيل اقرأ باسم ربك في ابتداء صلاتك وقيل اذكر اسم ربك في وعده ووعيده لتوفر على طاعته وتبعد عن معصيته، وقيل المعنى دم على ذكر ربك وتلاوة القرآن ودراسة العلم ليلاً ونهاراً، واستكثر من ذلك على أي وجه كان من تسبيح وتهليل وتحميد وصلاة وقراءة قرآن، قاله القاضي كالكشاف، وقال الكلبي: المعنى صل لربك وقال المحلي: أي قل بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك انتهى تبع فيه سهلاً وزاد عليه سهل توصلك ببركة قراءتها إلى ربك وتقطعك عما سواه، ذكره الكرخي، ومعنى في ابتداء قراءتك سواء قرأت في الصلاة أو في خارجها، وهذا إذا قرأ من أول سورة، وأما إذا قرأ من أثناء سورة فإنه إن كان في غير الصلاة سن له أن يبسمل، وإن كان فيها لم تسن له البسملة لأن قراءة السورة بعد الفاتحة تعد قراءة واحدة فتأمل.
(وتبتل تبتيلاً) أي انقطع إليه انقطاعاً بالإشتغال لعبادته، والتبتل الانقطاع يقال تبتلت الشيء أي قطعته وميزته عن غيره، وصدقة بتلة أي منقطعة من مال صاحبها، ويقال للراهب تبتل لانقطاعه عن الناس، ووضع تبتيلاً مكان تبتلاً لرعاية الفواصل، قال الواحدي والتبتل رفض الدنيا وما فيها والتماس ما عند الله، وقيل المعنى أخلص إليه إخلاصاً، وقيل توكل عليه توكلاً.