وقد تقدم ذكرهم، وقال يحيي بن سلام: هم بنو المغيرة، وقال سعيد بن جبير: أخبرت أنهم إثنا عشر.
(أولي النعمة) أي أرباب الغنى والسعة والترفه واللذة في الدنيا، والنعمة بالفتح التنعم بالكسر الإنعام وبالضم المسرة.
(ومهلهم قليلاً) أي تمهيلاً قليلاً، على أنه نعت لمصدر محذوف، أو زماناً قليلاً على أنه صفة لزمان محذوف، والمعنى أمهلهم إلى انقضاء آجالهم، وقيل إلى نزول عقوبة الدنيا بهم كيوم بدر، قالت عائشة " لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيراً حتى كانت وقعة بدر " وقيل إلى يوم القيامة، والأول أولى لقوله:
(إن لدينا أنكالاً) وما بعده فإنه وعيد لهم بعذاب الآخرة، والأنكال جمع نكل وهو القيد كما قال الحسن ومجاهد وغيرهما، قال ابن مسعود: أنكالاً قيوداً، وقال الكلبي: الأنكال: الأغلال من حديد، والأول أعرف في اللغة، وقال مقاتل: هي أنواع العذاب الشديد، وقال أبو عمران الجوني هي قيود لا تحل.
(وجحيماً) أي ناراً مؤججة محرقة
(وطعاماً ذا غصة) أي لا يسوغ في الحلق بل ينشب فيه فلا ينزل ولا يخرج، قال ابن عباس: هو شجرة الزقوم، وبه قال مجاهد، وقال الزجاج: هو الضريع كما قال تعالى:
(ليس لهم طعام إلا من ضريع) وقال: هو شوك العوسج، قال عكرمة: هو شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج والغصة الشجى في الحلق وهو ما ينشب فيه من عظم أو غيره وجمعها غصص (وعذاباً أليماً) أي ونوعاً آخر من العذاب غير ما ذكر وجعاً يخلص وجعه إلى القلب.
(يوم ترجف الأرض والجبال) انتصاب الظرف إما بذرني أو بالاستقرار المتعلق به لدينا أو هو صفة لعذاب فيتعلق بمحذوف أي عذاباً واقعاً يوم ترجف، أو متعلق بأليمٍ، قرأ الجمهور ترجف بفتح التاء وضم الجيم مبنياً


الصفحة التالية
Icon