للفاعل، وقرىء مبنياً للمفعول مأخوذ أرجفها، والمعنى تتحرك وتتزلزل وتضطرب بمن عليها وهو يوم القيامة، والرجفة الزلزلة والرعدة الشديدة.
(وكانت الجبال) أي وتكون الجبال التي هي مراسي الأرض وأوتادها (كثيباً مهيلاً) وإنما عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه، والكثيب الرمل المجتمع من كثب الشيء إذا جمعه، كأنه فعيل بمعنى مفعول، والمهيل الذي يمر تحت الأرجل، قال الواحدي: أي رملاً سائلاً يقال لكل شيء أرسلته إرسالاً من تراب أو طعام أهلته هيلاً، قال الضحاك والكلبي: المهيل الذي إذا وطئته بالقدم زل من تحتها، وإذا أخذت أسفله انهال. وقال ابن عباس: المهيل الذي إذا أخذت منه شيئاًً تبعك آخره، وعنه قال المهيل الرمل السائل.
(إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم) الخطاب لأهل مكة أو لكفار قريش أو لجميع الكفار ففيه التفات من الغيبة في قوله (واصبر على ما يقولون) وقوله: (والمكذبين) والرسول محمد رسول الله ﷺ والمعنى يشهد عليكم يوم القيامة بأعمالكم.
(كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً) يعني موسى
(فعصى فرعون الرسول) الذي أرسلناه إليه وكذبه ولم يؤمن بما جاء به، والنكرة إذا أعيدت معرفة كان الثاني عين الأول، وإنما خص موسى وفرعون بالذكر لأن خبرهما كان منتشراً بين أهل مكة، لأنهم كانوا جيران اليهود، والمعنى إنا أرسلنا إليكم رسولاً فعصيتموه كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصاه.
(فأخذناه أخذاً وبيلاً) أي شديداً ثقيلاً غليظاً، ومنه قيل للمطر وابل، وقال الأخفش شديداً، وبه قال ابن عباس، والمعنى متقارب، ومنه طعام وبيل إذا كان لا يستمرأ.