قال زيد بن أسلم القرض الحسن الإنفاق على الأهل وقيل الإنفاق من الحلال بالإخلاص والصرف إلى المستحق، وقيل النفقة في الجهاد، وقيل هو إخراج الزكاة المفترضة على وجه حسن فيكون تفسيراً لقوله: (وآتوا الزكاة) والأول أولى لقوله (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله) فإن ظاهره العموم أي أيّ خير كان مما ذكر ومما لم يذكر.
(هو خيراً وأعظم أجراً) أي أجزل ثواباً مما تؤخرونه إلى عند الموت أو توصون به ليخرج بعد موتكم، وانتصاب خيراً على أنه ثاني مفعولي تجدوه وضمير هو ضمير فصل وبالنصب قرأ الجمهور، وقرىء بالرفع على أنه خبر هو، والجملة في محل نصب على أنها ثاني مفعولي تجدوه، قال أبو زيد وهي لغة تميم يرفعون ما بعد ضمير الفصل، وقرأ الجمهور أيضاًً أعظم بالنصب عطفاً على (خيراً) وقرىء بالرفع مثل خير وانتصاب أجراً على التمييز.
(واستغفروا الله) أي اطلبوا منه المغفرة لذنوبكم في مجامع أحوالكم فإنكم لا تخلون من ذنوب تقترفونها (إن الله غفور رحيم) أي كثير المغفرة لمن استغفره كثير الرحمة لمن استرحمه، ويستر على أهل الذنب والتقصير، ويخفف عن أهل الجهد والتوفير، وهو على ما يشاء قدير (١).
_________
(١) قال ابن جرير الطبري في تتمة الآية من آخر السورة (واستغفروا الله) يقول تعالى ذكره: سلوا الله غفران ذنوبكم، يصفح لكم عنها (إن الله غفور رحيم) يقول: إن الله ذو مغفرة لذنوب من تاب من عباده من ذنوبه، وذو رحمة أن يعاقبهم عليها من بعد توبتهم منها.


الصفحة التالية
Icon