عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢)
وقوله
(عيناً) بدل من كافور لأن ماءها في بياض الكافور، وقال مكي إنها بدل من محل من كأس على حذف مضاف كأنه قيل يشربون خمراً خمر عين، وقيل إنها منتصبة على أنها مفعول يشربون أي عيناً من كأس، وقيل هي منتصبة على الاختصاص، قاله الأخفش وقيل بإضمار فعل يفسره ما بعده أي يشربون عيناً، وذكر السمين في نصبها وجوهاً والأول أولى.
(يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) أي أولياؤه أو المؤمنون، والجملة صفة لعيناً، وقيل الباء في بها زائدة ويؤيده قراءة ابن أبي عبلة يشربها، وقيل بمعنى (من) قاله الزجاج، وقيل إن يشرب مضمن معنى يلتذ وقيل هي متعلقة بيشرب والضمير يعود على الكأس، وقيل إنها حالية أي ممزوجة بها، وقال الفراء يشربها ويشرب بها سواء في المعنى وكأن يشرب بها يروى بها وينتفع.
(يفجرونها تفجيراً) أي يجرونها إلى حيث يريدون وينتفعون بها كما يشاؤون ويتبعهم ماؤها إلا كل مكان يريدون وصوله إليه، فهم يشقونها شقاً كما يشق النهر ويفجر إلى هنا وهنا، قال مجاهد: يقودونها حيث شاؤوا وتتبعهم حيث مالوا مالت معهم أي فهي سهلة لا تمتنع عليهم، والجملة صفة أخرى لعيناً.
وجملة
(يوفون بالنذر) مستأنفة مسوقة لبيان ما لأجله رزقوا ما ذكر، وكذا ما عطف عليها، ومعنى النذر في اللغة الإيجاب، والمعنى يوفون بما أوجبه الله عليهم من الطاعات، قال قتادة ومجاهد: يوفون بطاعة الله من