وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (١٤) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (١٥) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (١٦) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (١٧) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (١٨) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (٢٠)
(وإذا الصحف) أي صحائف الأعمال (نشرت) أي فتحت وبسطت للحساب لأنها تطوى عند الموت وتنشر عند الحساب، فيقف كل إنسان على صحيفته فيعلم ما فيها فيقول (مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) ويجوز أن يراد نشرت بين أصحابها أي فرقت بينهم، قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو نشرت بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد على التكثير وهما سبعيتان.
(وإذا السماء كشطت) أي أزيلت عن أماكنها وعدمت بالمرة، والكشط قلع عن شدة التزاق، فالسماء تكشط كما يكشط الجلد عن الكبش، والقشط بالقاف لغة في الكشط وهي قراءة ابن مسعود، قال الزجاج: قلعت كما يقلع السقف، وقال الفراء: نزعت فطويت، وقال مقاتل كشفت عما فيها، قال الواحدي ومعنى الكشط رفعك شيئاًً عن شيء قد غطاه.
(وإذا الجحيم سعرت) أي أججت وأوقدت لأعداء الله إيقاداً شديداً، وزيد في إحمائها قرأ الجمهور سعرت بالتخفيف، وقرأ نافع وابن ذكوان وورش بالتشديد لأنها أوقدت مرة بعد مرة وهما سبعيتان، قال قتادة سعرها غضب الله وخطايا بني آدم.
(وإذا الجنة أزلفت) أي قربت إلى المتقين وأدنيت منهم ليدخلوها، قال الحسن إنهم يقربون منها لا أنها تزول عن موضعها، وقال ابن زيد معنى أزلفت تزينت، والأول أولى لأن الزلفى القرب في كلام العرب.