قال ابن عباس في الآية إنما عنى جبريل أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رآه في صورته عند سدرة المنتهى، والأفق المبين السماء السابعة.
(وما هو) أي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (على الغيب) يعني خبر السماء وما اطلع عليه مما كان غائباً علمه عن أهل مكة (بظنين) أي بمتهم أي هو ثقة فيم يؤدي عن الله سبحانه، وقيل بضنين بالضاد أي ببخيل، قاله ابن عباس أي لا يبخل بالوحي ولا يقصر في التبليغ.
وسبب هذا الاختلاف اختلاف القراء فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالظاء أي بمتهم والظنة التهمة واختارها أبو عبيد، قال لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه واتهموه.
وقرأ الباقون بالضاد من ضننت بالشيء أضن ضناً إذا بخلت، قال مجاهد أي لا يضن عليكم بما يعلم بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه، وقيل المراد جبريل أنه ليس على الغيب بضنين والأول أولى.
وقرأ ابن مسعود بالظاء بمعنى متهم.
وعن عائشة: " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأها بالظاء " أخرجه الدارقطني في الإفراد والحاكم وصححه وابن مردويه والخطيب، فإن البخل وما في معناه لا يتعدى بعلى وإنما يتعدى بالباء.
(وما هو) أي القرآن (بقول شيطان رجيم) طريد من الشياطين المسترقة للسمع المرجومة بالشهب، قال الكلبي يقول أن القرآن ليس بشعر ولا كهانة كما قالت قريش كقوله (وما تنزلت به الشياطين) قال عطاء يريد بالشيطان الشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صورة جبريل يريد أن يفتنه.
ثم بكتهم الله سبحانه ووبخهم فقال
(فأين تذهبون) الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها من ظهور إنه وحي مبين، وليس مما يقولون في شيء أي