(وإن الفجار لفي جحيم) أي نار، والجملة مستأنفة لتقرير هذا المعنى الذي سيقت له وهي كقوله سبحانه (فريق في الجنة وفريق في السعير).
لفظ الفجار عائد على الكافرين الذين تقدم ذكرهم، وليس شاملاً لعصاة المؤمنين، لأنا لا نسلم أن مرتكب الكبيرة من المؤمنين فاجر على الإطلاق (فأل) في الفجار للعهد لا الذكرى بدليل قوله (بل تكذبون بالدين).
(يَصْلَوْنها يوم الدين) صفة لجحيم أو مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل ما حالهم فقيل يصلونها يوم الجزاء الذي كانوا يكذبون به، ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال من الضمير في متعلق الجار والمجرور، ومعنى يصلونها أنهم يلزمونها مقاسين لوهجها وحرها يومئذ.
قرأ الجمهور يصلونها مخففاً مبنياً للفاعل، وقرىء بالتشديد مبنياً للمفعول.
(وما هم عنها بغائبين) أي لا يفارقونها أبداً ولا يغيبون عنها بل هم فيها وقيل المعنى وما كانوا غائبين عنها قبل ذلك بالكلية بل كانوا يجدون حرها في قبورهم.
ثم عظم سبحانه ذلك اليوم فقال
(وما أدراك ما يوم الدين) أي يوم الجزاء والحساب
(ثم ما أدراك ما يوم الدين) كرره تعظيماً لشأنه وتفخيماً لقدره وتهويلاً لأمره كما في قوله (الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) و (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) والمعنى أي شيء جعلك دارياً ما يوم الدين قال الكلبي الخطاب للإنسان الكافر.
ثم أخبر سبحانه عن اليوم فقال
(يوم لا تملك نفس) من النفوس (لنفس) أخرى (شيئاًً) من النفع والضر، وملك الشفاعة لبعض الناس إذ ذاك إنما هو بإذن الله (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ذكره الحفناوي.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع يوم على أنه بدل من يوم الدين أو خبر مبتدأ محذوف.