يَتِيمًا) أو على المفعول لأجله أي للإعذار والإنذار، أو على الحال بالتأويل المعروف أي معذرين أو منذرين.
قرأ الجمهور بإسكان الذال فيهما، وقريء بضمها وبسكونها في (عذراً) وضمها في نذراً.
وقرأ الجمهور عذراً أو نذراً على العطف بأو، وقرىء بالواو.
والمعنى أن الملائكة تلقي الوحي إعذاراً من الله إلى خلقه وإنذاراً من عذابه، كذا قال الفراء، وقيل عذراً للمحقين ونذراً للمبطلين.
قال أبو علي الفارسي: يجوز أن يكون العذر والنذر بالتثقيل جمع عاذر وناذر كقوله (هذا نذير من النذر الأولى) فيكون نصباً على الحال من الإلقاء أي يلقون الذكر في حال العذر والإنذار، قال المبرد هما بالتثقيل جمع والواحد عذير ونذير، وقيل الإعذار محو الإساءة، والإنذار التخويف، والأول أظهر.
ثم ذكر سبحانه جواب القسم فقال
(إنما توعدون لواقع) أي إن الذي توعدونه من مجيء الساعة والبعث كائن لا محالة ما إسم الموصول، والقاعدة أنها إذا كانت كذلك ترسم مفصولة من أن ورسمت هنا موصولة بها إتباعاً لرسم المصحف الإمام.
ثم بين سبحانه متى يقع ذلك فقال
(فإذا النجوم طمست) أي محي نورها وذهب ضؤها يقال طمس الشيء إذا درس وذهب أثره
(وإذا السماء فرجت) أي فتحت وشقت ومثله قوله (وفتحت السماء فكانت أبواباً)
(وإذا الجبال نسفت) أي قلعت من مكانها بسرعة، يقال نسفت الشيء وأنسفته إذا أخذته بسرعة، وقال الكلبي سويت بالأرض، والعرب تقول نسفت الناقة الكلأ إذا رعته، وقيل جعلته كالحب الذي ينسف بالمنسف، ومنه قوله (وبست الجبال بسّا) والأول أولى، قال المبرد: نسفت قلعت من مواضعها.


الصفحة التالية
Icon