بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ(إذا السماء انشقت) أي انصدعت وتفطرت، فيه حذف، والتقدير إذا انشقت السماء انشقت لأن إذا الشرطية يختص دخولها بالجمل الفعلية، وما جاء من هذا ونحوه فمؤول محافظة على قاعدة الاختصاص، فالسماء فاعل لفعل محذوف.
قال الواحدي قال المفسرون انشقاقها من علامات القيامة، ومعنى انشقاقها انفطارها بالغمام الأبيض كما في قوله (ويوم تشقق السماء بالغمام) وقيل تنشق من المجرة وبه قال علي بن أبي طالب والمجرة باب السماء، وأهل الهيئة يقولون أنها نجوم صغار مختلطة غير متميزة في الحس.
واختلف في جواب " إذا " فقال الفراء أنه أذنت، والواو زائدة. وكذلك ألقت. قال ابن الأنباري هذا غلط لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع حتى إذا كقوله (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) ومع لما كقوله (فلما أسلما وتلة للجبين وناديناه) ولا تقحم مع غير هذين.
وقيل أن الجواب قوله (فملاقيه) أي فأنت ملاقيه. وبه قال الأخفش. وقال المبرد إن في الكلام تقديماً وتأخيراً أي (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) إذا السماء انشقت.
وقال المبرد أيضاًً إن الجواب قوله (فأما من أوتي كتابه) وبه قال الكسائي، والتقدير إذا السماء انشقت فمن أوتي كتابه بيمينه فحكمه كذا، وقيل هو يا أيها الإنسان على إضمار الفاء أو على إضمار القول أي يقال له يا