أيها الإنسان، وقيل الجواب محذوف تقديره بعثتم أو لاقى كل إنسان عمله.
وقيل هو ما صرح به في سورة التكوير أي (علمت نفس)، هذا على تقدير أن " إذا " شرطية، وقيل ليست بشرطية وهي منصوبة باذكر المحذوف وهي مبتدأ وخبرها إذا الثانية والواو مزيدة وتقديره وقت انشقاق السماء وقت مد الأرض.
ومعنى
(وأذنت لربها وحقت) أنها أطاعته في الانشقاق ولم تأب ولم تمتنع، مشتق من الأذن وهو الاستماع للشيء والإصغاء إليه. وحق لها أن تطيع وتنقاد وتسمع: وقد استعمل الأذن في الاستماع في أشعار العرب، وفي الحديث " ما أذن الله لشيء أذنه لنبي يتغنى بالقرآن " قال الشاعر:
صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به | وإن ذكرت بسوء عندهم أذن (١) |
وفي المختار أذن له استمع وبابه طرب، وقيل المعنى وحقق الله عليها الاستماع لأمره بالانشقاق أي جعلها حقيقة بذلك، قال الضحاك حقت أطاعت وحق لها أن تطيع ربها لأنه خلقها، يقال فلان محقوق بكذا. ومعنى طاعتها أنها لا تمتنع مما أراده الله بها. قال قتادة حق لها أن تفعل ذلك، ومن هذا قول كثير:
فإن تكن العتبى فأهلاً ومرحبا | وحقت لها العتبى لدنيا وقلت |
(١) البيت لقَعْنَب بن ضمرة بن أم صاحب أم قعنب، وكان في أيام الوليد، وهو في " مجاز القرآن " ١/ ١٧٧، و " الطبري " ٣٠/ ١١٢. و " السمط ": ٣٦٢، و " الاقتضاب ": ٢٩٢ و " شواهد الكشاف " ١٤٣، و " القرطبي " ١٩/ ٢٦٧، و " اللسان " أذن، وأورد بيتاً قبله، هو:
إن يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحاً | مني وما علموا من صالحٍ دفنوا |