يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (٩) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١) وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (١٥)
(يا أيها الإنسان) المراد جنس الإنسان فيشمل المؤمن والكافر وقيل هو الإنسان الكافر والأول أولى لما سيأتي من التفصيل (إنك كادح إلى ربك كدحاً) الكدح في كلام العرب السعي في الشيء بجهد من غير فرق بين أن يكون ذلك الشيء خيراً أو شراً، والمعنى أنك ساع إلى ربك في عملك أو إلى لقاء ربك مأخوذ من كدح جلده إذا خدشه، قال قتادة والضحاك والكلبي: عامل لربك عملاً، وفي المختار الكدح العمل والسعي والكد والكسب، وهو الخدش أيضاًً وباب الكل قطع.
(فملاقيه) أي فملاق عملك وبه قال ابن عباس، والمعنى أنه لا محالة ملاق لجزاء عمله وما يترتب عليه من الثواب والعقاب، قال الشهاب: أي ملاق كدحه بنفسه من غير تقدير لوجوده في صحفه، وعلى هذا فما بعده تفصيل له.
قال القتيبي معنى الآية أنك كادح أي عامل ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك لا مفر لك منه، والملاقاة بمعنى اللقاء أي تلقى ربك بعملك، وقيل فملاق كتاب عملك لأن العمل قد انقضى.
(فأما من أوتي كتابه) أي كتاب عمله (بيمينه) وهم المؤمنون
(فسوف يحاسب حساباً يسيراً) سهلاً هيناً لا مناقشة فيه، قال مقاتل لأنها تغفر ذنوبه ولا يحاسب عليها.
وقال المفسرون هو أن تعرض عليه سيئاته ثم يغفرها الله فهو الحساب


الصفحة التالية
Icon