اليسير، وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس أحد يحاسب إلا هلك فقلت أليس يقول الله فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً قال ليس ذلك بالحساب ولكن ذلك العرض، ومن نوقش الحساب هلك " أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
وعنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في بعض صلاته " اللهم حاسبني حساباً يسيراً فلما انصرف قلت: يا رسول الله ما الحساب اليسير؟ قال أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، أنه من نوقش الحساب هلك "، أخرجه أحمد وعبد ابن حميد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه، وفي بعض ألفاظ الحديث الأول وهذا الحديث " عُذِّب " مكان هلك.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ثلاث من كن فيه يحاسبه الله حساباً يسيراً، ويدخله الجنة برحمته: تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك " أخرجة البزار والطبراني في الأوسط والبيهقي والحاكم.
(وينقلب) أي يرجع وينصرف بنفسه بعد الحساب اليسير من غير مزعج برغبة وقبول (إلى أهله الذين أهل بهم) الجنة من عشيرته أو إلى أهله الذين كانوا له في الدنيا من الزوجات والأولاد وقد سبقوه إلى الجنة أو إلى من أعده الله له في الجنة من الحور العين والولدان المخلدين أو إلى جميع هؤلاء (مسروراً) مبتهجاً فرحاً بما أوتي من الخير والكرامة.
(وأما من أوتي كتابه) بشماله و (وراء ظهره) قال الكلبي لأن يمينه مغلولة إلى عنقه وتكون يده اليسرى خلفه وقال قتادة ومقاتل تفك ألواح صدره وعظامه ثم تدخل يده وتخرج من ظهره فيأخذ كتابه كذلك
(فسوف يدعو ثبوراً) أي ينادي هلاكه ويتمنى فإن نداء ما لا يعقل يراد به التمني فالدعاء بمعنى الطلب بالنداء، والمعنى إذا قرأ كتابه قال يا ويلاه يا ثبوراً، والثبور الهلاك، وقال ابن عباس ثبوراً الويل.