(فبشرهم بعذاب أليم) أي أخبرهم خبراً يظهر أثره على بشرتهم واجعل ذلك بمنزلة البشارة لهم لأن علمه سبحانه بذلك على الوجه المذكور موجب لتعذيبهم، والأليم المؤلم الموجع، والكلام خارج مخرج التهكم بهم.
(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الاستثناء منقطع لأن الموصول مبتدأ، والجملة خبره والاستثناء من قبيل المفردات أي لكن الذين جمعوا بين الإيمان بالله والعمل الصالح (لهم أجر) عند الله (غير ممنون) أي غير مقطوع ولا منقوص، يقال مننت الحبل إذا قطعته، قال المبرد: المنين الغبار لأنه يقطعه وراءه وكل ضعيف منين وممنون، وقيل المعنى أنه لا يمن عليهم به وقيل متصل وليس بذلك لأن الضمير راجع إلى الذين كفروا، والذين كفروا قد وضع موضع المظهر للإشعار بأنهم لا يؤمنون ولا يسجدون عند قراءة القرآن عليهم لأنهم كافرون مكذبون.
قال أبو السعود استئناف مقرر لما أفاده الاستثناء من انتفاء العذاب عنهم ومبين لكيفيته ومقارنته الثواب العظيم.


الصفحة التالية
Icon