(واليوم الموعود) أي الموعود به وهو يوم القيامة قال الواحدي: في قول جميع المفسرين، وبه قال ابن عباس.
(وشاهد ومشهود) نكرهما دون بقية ما أقسم به لاختصاصهما من بين الأيام بفضيلة ليست لغيرهما فلم يجمع بينهما وبين البقية بلام الجنس. وهذا جواب أيضاًً عما يقال لم خصصهما بالذكر دون بقية الأيام؟ وإنما لم يعرفا بلام الجهد لأن التنكير أدل على التفخيم والتعظيم بدليل قوله تعالى (وإلهكم إله واحد) والمراد بالشاهد من يشهد في ذلك اليوم من الخلائق أي يحضر فيه والمراد بالمشهود ما يشاهد في ذلك اليوم من العجائب.
وذهب جماعة من الصحابة والتابعين إلى أن الشاهد يوم الجمعة وأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه، والمشهود يوم عرفة لأنه يشهد الناس فيه موسم الحج وتحضره الملائكة، قال الواحدي وهذا قول الأكثر، قال ابن عباس: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة وهو الحج الأكبر.
فيوم الجمعة جعله الله عيداً لمحمد ﷺ وأمته وفضله بها على الخلق أجمعين وهو سيد الأيام عند الله وأحب الأعمال إلى الله، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، أخرجه ابن مردويه.
وحكى القشيري عن ابن عمر وابن الزبير أن الشاهد يوم الأضحى، وقال سعيد بن المسيب: الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة، وقال النخعي: الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم النحر: وقيل الشاهد هو الله سبحانه، وبه قال الحسن وسعيد بن جبير لقوله (وكفى بالله شهيداً) وقوله (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم).
وقيل الشاهد محمد صلى الله عليه وآله وسلم لقوله (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً). وقوله (يا أيها الرسول إنا أرسلناك شاهداً) وقوله (ويكون الرسول عليكم شهيداً) وقيل الشاهد جميع


الصفحة التالية
Icon