أجزعت أن خالفك ثلاثة فهذا العالم كلهم قد خالفوك، قال فخد أخدوداً ثم ألقي فيها الحطب والنار، ثم جمع الناس فقال: من رجع عن دينه تركناه، ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار، فجعل يلقيهم في تلك الأخدود، فقال يقول الله (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ) حتى بلغ (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) فأما الغلام فإنه دفن ثم أخرج فيذكر أنه خرج في زمن عمر بن الخطاب وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل.
ولهذه القصة ألفاظ فيها بعض اختلاف، وقد رواها مسلم في أواخر الصحيح عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب.
وأخرجها أحمد من طريق عفان عن حماد به.
وأخرجها النسائي عن أحمد بن سليمان عن حماد بن سلمة به.
وأخرجها الترمذي عن محمود بن غيلان وعبد بن حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت به.
وعن علي بن أبي طالب في قوله (أصحاب الأخدود) قال هم الحبشة أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم.
وعن ابن عباس " قال هم ناس من بني إسرائيل خدوا أخدوداً في الأرض أوقدوا فيه ناراً ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالاً ونساء فعرضوا عليها " أخرجه ابن جرير وقال مقاتل كانت الأخاديد ثلاثة واحدة بنجران باليمن وأخرى بالشام. وأخرى بفارس، حرق أصحابها بالنار فأما التي بالشام فهو أبطاموس الرومي، وأما التي بفارس فبختنصر، ويزعمون أنهم أصحاب دانيال، وأما التي باليمن فذو نواس.
فأما التي بالشام وفارس فلم ينزل الله فيهم قرآنا وأنزل في التي بنجران اليمن وذلك لأن هذه القصة كانت مشهورة عند أهل مكة فذكرها الله تعالى لأصحاب رسوله يحملهم بذلك على الصبر وتحمل المكاره في الدين.