وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٦) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢)
(وهو الغفور الودود) أي بالغ المغفرة لذنوب عباده المؤمنين لا يفضحهم بها، بالغ المحبة للمطيعين من أوليائه، قال مجاهد الواد لأوليائه فهو فعول بمعنى فاعل. وقال ابن زيد معنى الودود الرحيم، وحكى المبرد عن إسماعيل القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له، وقيل الودود بمعنى المودود أي يوده عباده الصالحون ويحبونه كذا قال الأزهري.
قال ويجوز أن يكون فعولاً بمعنى فاعل أي يكون محباً لهم، قال وكلتا الصفتين مدح لأنه جل ذكره إن أحب عباده المطيعين فهو فضل منه، وإن أحبه عباده العارفون فلما تقرر عندهم من كريم إحسانه، قال ابن عباس: الودود الحبيب.
وقالت المعتزلة غفور لمن تاب، وقال أصحاب السنة غفور مطلقاً لمن تاب ومن لم يتب، لأن الآية مذكورة في معرض التمدح بكونه غفوراً مطلقاً أتم، فالحمل عليه أولى، ولأن الغفور صيغة مبالغة فالمناسب أن يحمل على الإطلاق. قاله زاده.
(ذو العرش المجيد) قرأ الجمهور برفع الجيد على أنه نعت لذو، واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم قالا لأن المجد هو النهاية في الكرم والفضل، والله سبحانه هو المنعوت بذلك.
وقرىء بالجر على أنه نعت للعرش ومجده علوه وعظمته.
وقدم وصف سبحانه عرشه بالكرم كما في آخر سورة المؤمنين، قال ابن عباس: المجيد الكريم، قيل أن العرش أحسن الأجسام، وقيل هو نعت


الصفحة التالية
Icon