لربك، ولا يضر الفصل بينهما لأنها صفات لله سبحانه، وقال مكي: هو خبر بعد خبر. والأول أولى. ومعنى ذو العرش ذو الملك والسلطان كما يقال فلان على سرير ملكه، وقيل المراد خالق العرش.
(فعال لما يريد) من الإبداء والإعادة، قال عطاء لا يعجز عن شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه، وارتفاع فعال على أنه خبر مبتدأ محذوف، قال الفراء: هو رفع على التكرير والاستئناف لأنه نكرة محضة، قال ابن جرير: رفع فعال وهو نكرة محضة على وجه الاتباع لإعراب (الغفور الودود).
وإنما قال: " فعال " لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة، والإرادة هنا تكوينية فيكون فيه دلالة على خلق أفعالهم، وختم به الصفات لأنه كالنتيجة للأوصاف السابقة.
قال الكرخي: نكره لضرب من التعظيم تتلاشى عنده الأوهام والعقول، قال بعضهم: وفيه دلالة على أنه لا يجب عليه شيء لأنها دالة على أن فعله بحسب إرادته، ثم ذكر سبحانه خبر الجموع الكافرة فقال:
(هل أتاك حديث الجنود) والجملة مستأنفة مقررة لما تقدم من شدة بطشه سبحانه وكونه فعالاً لما يريد، وفيه تسلية لرسول الله ﷺ أي هل أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة الطاغية في الأمم الخالية المكذبة لأنبيائهم المتجندة عليها.
ثم بيّنهم فقال
(فرعون وثمود) وهو بدل من الجنود، فالمراد بفرعون هو وقومه والمراد بثمود القوم المعروفون، والمراد بحديثهم ما وقع منهم من الكفر والعناد والضلال، وما وقع عليهم من العذاب والنكال، وقصتهم مشهورة، وقد تكرر في الكتاب العزيز ذكرها في غير موضع، واقتصر على الطائفتين لاشتهار أمرهما عند أهل الكتاب، وعند مشركي العرب ودل بهما على أمثالهما.
ثم أضرب عن مماثلة هؤلاء الكفار الموجودين في عصره صلى الله عليه