وغيرها، وقيل يظهر الخبايا وقيل يبدي كل سر فيكون زيناً في وجوه، وشيناً في وجوه، والمراد هنا عرض الأعمال ونشر الصحف، فعند ذلك يتميز الحسن منها من القبيح، والغث من السمين، وفي المختار السر الذي يكتم وجمعه أسرار، والسريرة مثله والجمع سرائر.
(فما له من قوة ولا ناصر) أي فما للإنسان من قوة ومنعة في نفسه يمتنع بها من عذاب الله ولا ناصر ينصره مما نزل به، قال عكرمة هؤلاء الملوك ما لهم يوم القيامة من قوة ولا ناصر، قال سفيان القوة العشيرة والناصر الحليف والأول أولى.
(والسماء ذات الرجع) أي التي ترجع بالدوران إلى الموضع الذي تتحرك عنه، قال الزجاج: الرجع المطر، لأنه يجيء ويرجع ويتكرر، قال الخليل الرجع المطَر نفسه، والرجع نبات الربيع.
قال الواحدي: الرجع المطر في قول جميع المفسرين، وفي هذا نظر فإن ابن زيد قال الرجع الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء تطلع من ناحية وتغيب في ناحية، وقال بعض المفسرين ذات الرجع ذات الملائكة لرجوعهم إليها بأعمال العباد، وقال بعضهم معناه ذات النفع.
ووجه تسمية المطر رجعاً ما قاله القفال أنه مأخوذ من ترجيع الصوت وهو إعادته وكذا المطر لكونه يعود مرة بعد أخرى سمي رجعاً، وقيل إن العرب كانوا يزعمون أن السحاب تحمل الماء من بحار الأرض ثم ترجعه إلى الأرض، وقيل سمته العرب رجعاً لأجل التفاؤل ليرجع عليهم وقيل لأن الله يرجعه وقتاً بعد وقت، وقال ابن عباس الرجع المطر بعد المطر.
(والأرض ذات الصدع) هو ما تتصدع عنه الأرض من النبات والثمار والشجر والأنهار والعيون، والصدع الشق لأنه يصدع الأرض فتنصدع له قال أبو عبيدة والفراء: تتصدع بالنبات، قال مجاهد: والأرض ذات الطرق التي تصدعها المياه وقيل ذات الحرث لأنه يصدعها، وقيل ذات


الصفحة التالية
Icon